أخبار العالم
تقرير إخباري: مصر تشيّع جثمان الرئيس الأسبق حسني مبارك في جنازة عسكرية بحضور السيسي
        
2020-02-27 16:28 |


القاهرة 26 فبراير 2020 (شينخوا) شيّعت مصر، اليوم (الأربعاء) جثمان رئيسها الأسبق حسني مبارك في جنازة عسكرية، غداة وفاته عن 91 عاما.

ووصل جثمان مبارك على متن طائرة عسكرية إلى مسجد "المشير طنطاوي" بحي التجمع الخامس في القاهرة، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الجثمان، بحضور أفراد أسرة الرئيس الأسبق، وعدد من الوزراء السابقين وقادة وضباط القوات المسلحة.

وأذاع التلفزيون الرسمي، الذي وضع شريطا أسودا أعلى يسار شاشته حدادا على مبارك، مراسم تشييع الجثمان على الهواء مباشرة.

وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي وسلفه عدلي منصور، مشيعي الجنازة العسكرية، بحضور رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، ورئيس البرلمان علي عبد العال، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، وكبار قادة الجيش والدولة، وعدد من المسؤولين الحاليين والسابقين ممن عملوا خلال فترة حكم مبارك.

كما حضر شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الأقباط تواضروس الثاني، فضلا عن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط الجنازة.

وحُمل جثمان مبارك، الذي كان ملفوفا بعلم مصر، فوق عربة تجرها الخيول، وتقدمها عسكريون بباقات زهور، بينما حمل أحدهم النياشين والأوسمة التي حصل عليها مبارك طوال فترة خدمته في القوات المسلحة.

وتم تشييع الجثمان وسط عزف للموسيقى العسكرية، في حين أطلقت المدفعية العسكرية 21 طلقة كتحية عسكرية لمبارك.

وقدم الرئيس السيسي وكبار رجال الدولة، واجب العزاء لأسرة الرئيس الأسبق مبارك.

ودفن مبارك في مقابر الأسرة بحي مصر الجديدة في القاهرة.

وأشاد الدكتور جمال سلامة عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة قناة السويس، بإقامة جنازة عسكرية لمبارك.

وقال سلامة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "تنظيم جنازة عسكرية أمر جيد، لأن مبارك فى النهاية جزء من التاريخ المصري".

وأضاف أن "الجميع يتذكر مشهد رحيل الملك فاروق من مصر (عقب ثورة 23 يوليو 1952)، حيث أطلقت له البحرية الطلقات، وكان فى وداعه رئيس مجلس قيادة الثورة آنذاك محمد نجيب، وبالتالي ما جرى اليوم يتسق مع المشهد الحضاري المصري".

وتابع أن "التاريخ سوف يسجل أن مصر تكرم أبناءها.. وأحيي الرئيس السيسي على حضوره الجنازة العسكرية لمبارك".

وأردف أن "مبارك شأنه شأن أي حاكم له أخطاء وإيجابيات.. لكنه بطل من أبطال حرب أكتوبر 1973، كما أنه تولى الحكم فى فترة كانت مصر مقدمة على المجهول بعد اغتيال (الرئيس الأسبق محمد أنور السادات)، وشاع آنذاك تصور أن الجماعات المتطرفة يمكن أن تسيطر على البلد غير أن مبارك استطاع أن يقف بكل حزم ضد هذه الجماعات حتى سارت الأمور للأفضل".

وأضاف أن مبارك " لم يتورط في نزاعات أو حروب.. ولا نستطيع أن نقيمه بشكل سلبي".

إلا أن سلامة عاد مشيرا أن مبارك لم يكن يملك الجرأة في اتخاذ القرار، وأن مصر شهدت خلال العقد الأخير من حكمه حالة من الجمود السياسي والاقتصادي ما دفع الشعب إلى محاولة تغييره.

كما تباينت آراء المواطنين حول مبارك، حيث عبر شادي مصطفى (48 عاما)، وهو مدرس بإحدى المدارس الخاصة، عن حزنه على رحيل مبارك "رجل السلام.. الذي يمثل جزءا كبيرا من تاريخ مصر الحديث، باعتباره حكم البلاد 30 عاما".

وقال مصطفى لـ ((شينخوا))، إن مبارك "رجل خدم مصر، ولم يهرب (أثناء الثورة).. الله يرحمه".

وأضاف "أنا سعيد لأن الرئيس السيسي والدولة قامت بتكريم مبارك، وهذا يدل على وفاء الدولة لأبنائها".

وتابع أن "مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر، وصاحب الضربة الجوية في الحرب، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك.. لذلك كان لابد من تنظيم جنازة عسكرية له، هذا أقل شئ تقدمه الدولة لمبارك".

أما أحمد شريف (38 عاما)، فقال إنه "رغم اختلافي مع مبارك لكن ادعو له بالرحمة"، منتقدا قتل متظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011.

وتوفي مبارك صباح أمس (الثلاثاء) عن 91 عاما.

وكان مبارك قد أصيب مؤخرا بوعكة صحية، اضطرته إلى إجراء عملية جراحية في المعدة، ثم دخوله غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات.

وعقب وفاته، نعت الرئاسة المصرية ببالغ الحزن مبارك "أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة"، وأعلنت حالة الحداد العام في البلاد اعتبارا من اليوم ولثلاثة أيام.

وحكم مبارك مصر لمدة 30 عاما، وترك الحكم تحت ضغط شعبي في 11 فبراير 2011.

0