المجتمعات
سفير الصين في قطر يؤكد أن بناء مجتمع المصير المشترك هو خيار العالم في ظل التغيرات الكبرى
        
2020-09-23 12:35 |

الدوحة 22 سبتمبر 2020 (شينخوا) أكد السفير الصيني لدى قطر تشو جيان، اليوم (الثلاثاء) أن خيار العالم في ظل التغيرات الكبرى، التي يشهدها هو إقامة مجتمع المصير المشترك للبشرية الذي يعارض الحرب الباردة والأحادية والهيمنة والحمائية.

جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير تشو جيان، خلال حفل استقبال بمناسبة الذكرى 71 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، أقيم اليوم عبر اجتماع افتراضي على الإنترنت واجتماع مباشر في آن واحد للمرة الأولى بسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وقال تشو، إنه "في ظل تسارع التغيرات الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة بفعل (كوفيد-19) نعاين اضطرابات وتحولات تحدق بنا، ويقف المجتمع البشري عند مفترق طرق مرة أخرى، فما هو الخيار أمام العالم؟ جواب الصين هو إقامة مجتمع المصير المشترك للبشرية".

وأوضح أنه لتحقيق ذلك "أولا علينا أن نعارض الحرب الباردة الجديدة، وأن نلتزم بالتنمية السلمية، فقد عادت الحرب الباردة والصراعات المحتدمة بويلات ومآس على شعوب العالم".

وأكد في هذا الصدد أن الصين ستتمسك بطريق التنمية السلمية ولن تسعى أبدا للهيمنة أو التوسعة الإقليمية، وإنما ستظل من ضمن بناة السلام العالمي ومساهما في التنمية العالمية ومدافعا عن النظام الدولي.

وذكر أنه لإقامة هذا المجتمع، يجب ثانيا معارضة الأحادية والالتزام بالتعددية، لأن هناك بلدانا مهووسة بالسلوك الأحادي، تنسحب من المنظمات والاتفاقيات الدولية وتوقف المنح وتتنصل من قصورها وترميه على الآخرين، الأمر الذي يقوض بشدة النظام الدولي القائم ونظام الحوكمة العالمي.

أما الأمر الثالث، بحسب تشو، فيتمثل بمعارضة الهيمنة والالتزام بدمقرطة العلاقات الدولية، معتبرا أن وضع مصلحة الذات أولا أو اللجوء التعسفي إلى فرض الحصار والعقوبات على الآخرين والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مرفوض أخلاقيا ومحكوم عليه بالفشل.

ولفت في هذا السياق إلى أن الصين تعمل مع الدول الأخرى على حماية ميثاق الأمم المتحدة والالتزام بالمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من أجل تعزيز الطابع الديمقراطي في العلاقات الدولية.

أما عن العنصر الأخير في إقامة مجتمع المصير المشترك، فقال تشو "يجب أن نعارض الحمائية بل وأن نعمل على الإصرار على الانفتاح والمنفعة للجميع"، مردفا أن الصين تؤيد بقوة النظام التجاري متعدد الأطراف على أساس منظمة التجارة العالمية وتشجع بناء اقتصاد عالمي مفتوح.

وأكد أن الصين ستعمل مع الشركاء في أنحاء العالم على تحسين مستوى الانفتاح وإطلاق العنان للإمكانيات الكامنة في السوق الهائلة والطلب المحلي والسعي للتعاون عالي الجودة في إطار تشارك بناء الحزام والطريق وتوسيع التعاون متبادل النفع لتعزيز نمو الاقتصاد العالمي.

وأفاد بأن الصين التي كانت الدولة الأولى في مواجهة (كوفيد-19) اختارت أن تتحمل المسؤولية بشجاعة لا مثيل لها، واختارت مبدأ الشعب والأرواح أولا، والمنهج المتناسق لتحقيق التوازن بين السيطرة على المرض والتعافي الاقتصادي، والمساهمة في التعاون الدولي.

وفيما يخص العلاقات بين الصين وقطر، ذكر أن البلدين شريكان استراتيجيان وتمثلت خياراتهما المشتركة خلال انتشار المرض بتبادل الثقة في قدرة كل منهما على التغلب على المرض، والتضامن بأن قدم البلدان لبعضهما الدعم اللوجستي.

كما تضمن ذلك التنسيق، حيث يتشارك البلدان في التعاون الدولي ويدعمان منظمة الصحة العالمية في دورها ويعارضان تسييس المرض أو وصم الفيروس، ويقدمان الدعم للتحالف العالمي للقاحات والتحصين.

إلى جانب ذلك، نوه السفير تشو بالتعاون بين الجانبين، الذي أحرز تقدما في إطار مبادرة الحزام والطريق رغم انتشار (كوفيد-19)، معربا عن اعتقاده بأن التعاون الثنائي سيشهد آفاقا أكثر إشراقا.

0