المجتمعات
تحقيق إخباري: الشعب الكويتي يحتفل بعيد الفطر وسط حظر التجول الشامل
        
2020-05-25 17:40 |

الكويت 24 مايو 2020 (شينخوا) يحتفل الشعب الكويتي بأول يوم من أيام عيد الفطر اليوم (الأحد) ويعتبر هذا العيد بالنسبه للمسلمين جائزة صيام شهر رمضان المبارك، لكن هذا العام، يأتي العيد في واقع جديد لم يعهدوه من قبل، وهو انتشار جائحة مرض فيروس كورونا الجديد ، والإجراءات الاحترازية التي تفرضها الدول لمنع انتقال العدوى.

وإن الاحتفال بعيد الفطر هو أحد أهم التقاليد في الكويت، حيث تتجمع العائلات في بيت أكبر أفراد الأسرة لتناول الطعام التقليدي، وهم يرتدون أجمل ملابسهم والتي عادة ما يتم شراؤها أو خياطتها خصيصا لهذه المناسبة.

بينما تخفف بعض البلدان القيود المفروضة للحد من انتشار المرض قررت دولة الكويت في العاشر من شهر مايو الجاري تطبيق الحظر الشامل والذي يتزامن مع قدوم عيد الفطر المبارك، وذلك بعد قفزة كبيرة في أعداد الحالات المصابه بالمرض.

ويحرم الحظر الشامل الشعب الكويتي من التجمعات والزيارات العائلية المعتادة في عيد الفطر وبشكل خاص الأطفال الذين ينتظرونه بشغف، لكن يعتقد البعض أن الوضع الحالي مجرد أزمة مؤقته.

وفي هذا الصدد، قالت آلاء وائل ، ربة بيت كويتية تبلغ من العمر 38 عاما، لوكالة أنباء ((شينخوا))، انه ليس من المستحب قول المسلم " لا يوجد عيد" حتى في حالة الحظر الشامل.

ولم تكن فكرة قضاء العيد بعيدا عن العائلة مقبولا لدى البائعة نورا عمرو، البالغة من العمر 29 عاما، وأكدت أنها لن تقضي أول ايام العيد بعيدة عن أسرتها، موضحة أنها تزوجت حديثا ومازالت عائلتها تأخذ الجزء الأكبر من حياتها.

وتابعت لـ ((شينخوا)) " سأستغل قرار الحكومة الكويتية بالسماح لنا بالمشي لمده ساعتين لأذهب إلى منزل عائلتي والمبيت معهم ، نظرا لأنهم يعيشون قريبا من منزلي الحالي".

واستغل البعض الآخر أوقات فراغهم في الحجر المنزلي بالتفكير خارج الصندوق، حيث حازت فكرة الطالب الكويتي مشعل وهاب، عن الزيارة العائلية الافتراضية، استحسان عائلته، مؤكدا أن هناك بدائل لكل شيء وبديل الزيارات العائلية المعتادة هو الاجتماع على المواقع الافتراضية كتطبيق سكايب أو زووم.

وقال "حاليا يتعامل الناس مع الوضع الحالي بسلبية كبيرة، لقد منحتنا هذه الأزمة الوقت الكافي للتفكير بشكل مبدع وتطوير حياتنا اليومية وشخصيتنا القديمة".

ولم يؤثر مرض فيروس كورونا الجديد على المجتمع وتقاليده فحسب، بل امتد ليؤثر أيضا على الأعمال التجارية التي كانت تتألق فترة الأعياد.

ومن جانبه، قال المصري ياسر جابر، الذي يدير مقهى في منطقة حولي بالكويت، إنه فقد دخله اليومي منذ بداية تفشي المرض، قائلا "يعتبر العيد من أهم المواسم التي تزداد فيها الإيرادات نظرا لحب الشعب الكويتي للتجمع في المقاهي، وينتج عن هذا الدخل الزائد مبالغ إضافية أرسلها كعيديه لأطفالي وعائلتي".

وتابع القول بنبرة حزن "أن الحظر الشامل وتوقف عمل المقاهي سيمنع عائلتي في مصر من الاحتفال بعيد الفطر، كما أن إغلاق المطار يمنعني من التواجد بينهم".

وعبرت أمنية أحمد، 39عاما، معلمة، عن استيائها باختفاء معالم فرحة العيد المعتادة، قائلة "صمت المساجد يؤلمنا ، لن يكون هناك تكبير ، ولا تجمعات ، ولا أطفال يلعبون في الشوارع".

وقد وجدت أمنية أحمد انه من الصعب قضاء أيام العيد دون ملابس جديدة أو اصطحاب أطفالها إلى الملاهي ودور السينما، لكن على الصعيد الايجابي، قالت " لقد أشعرنا مرض فيروس كورونا الجديد بمن يعيشون بعيداً عن عائلاتهم، في الغربة "، مشيرة إلى أن "عيدهم يمر دون احتفال وفرح ، وهم بعيدون عن وطنهم وعائلتهم وأحبائهم".

وتابعت بالقول "أتساءل كم شخص عربي يعاني من هذا الشعور بسبب الحروب والنزاعات وكم شخص يحتفل بالعيد في مخيمات اللاجئين الآن، أنا حاليا أقدر أصغر النعم التي لم نتخيل زوالها يوما ما".

وأشار فيصل مندني ، وهو مواطن متقاعد يبلغ من العمر 54 عاما، إلى أن الاحتفال بعيد الفطر أثناء الحظر الكلي أمر جيد.

وقال اعتدت أن أنفق أكثر من 500 دينار (دينار واحد يساوي نحو 3.3 دولار أمريكي) كويتي فقط على العيديات لأطفالي وأطفال الأقارب وكذا أطفال الأصدقاء ، ناهيك عن شراء الملابس باهظة الثمن لأطفالك وزوجتك للتباهي بالعيد مع إنفاق المزيد على الحلويات الشرقية والكعك المخصص للعيد.

وأوضح قائلا "الآن في ظل الأوضاع الحالية، لن أضطر إلى إنفاق أي شيء بسبب إغلاق مراكز التسوق والمطاعم وسياسة منع التجمعات التي ستنهي على عادة الزيارات المنزلية".

وقال المسؤول الأكاديمي، علي هشام في حديثه مع وكالة أنباء ((شينخوا)) " إن هذا العيد مختلف، لن يكون هناك تجمعات لتناول الإفطار بعد أن نصلي جماعة في المسجد صباحا، ولن يزورنا الأصدقاء والأقارب، ولن أحصل على العيديات المقدمة من بعض أقربائي".

وأشار " لقد اعتدت بعد ممارسة التقاليد العائلية، أن أذهب أنا وأصدقائي لتناول الغداء في المطعم والذهاب إلى السينما لاحقا"، مضيفاً أن عيد الفطر هذا العام لا يحمل بطياته الأجواء الروحانية السعيدة المعتادة.

0