المجتمعات
تحقيق إخباري: النازحون السوريون في لبنان يصلون في عيد الفطر لتبقى تجمعاتهم بمنأى عن مرض فيروس "كورونا"
        
2020-05-25 17:39 |

راشيا ، شرق لبنان الغربي 24 مايو 2020 (شينخوا) لم تجد سهاد العليبي النازحة الخمسينية من ريف أدلب إلى مخيم القرعون في شرق لبنان الغربي أفضل من قضاء صباح يوم عيد الفطر السعيد مع أفراد عائلتها الخمسة.

العائلة التي بدت في حالة يرثى لها افترشت الأرض عند باب خيمتها لتناول الفطور الذي اقتصر على الشاي والبيض المسلوق وبصوت ينضح حزنا وصل إلى حد البكاء قالت سهاد لوكالة انباء (شينخوا) إن العيد بات من المناسبات المنسية، فبدل شراء حلوى العيد نفضل شراء الصابون والمطهرات والكمامات لمواجهة مرض فيروس كورونا الجديد.

وأضافت بينما كانت تحاول حبس دموعها " أوضاعنا المعيشية الصعبة والضائقة المالية التي نعيش فيها بسبب الحجر المفروض علينا لمواجهة خطر مرض فيروس كورونا كلها عوامل حالت دون التفكير بأية استعدادات أو تحضيرات لعيد الفطر".

وأكدت النازحة من ريف دمشق إلى مخيم بعلول في البقاع الغربي فاطمة الحويلي لـ (شينخوا) أن "لا ملابس جديدة ولا العاب ولا حلويات لأطفالي الثلاثة في عيد الفطر في هذا العام".

وأضافت "همنا في هذه الأيام الصعبة تأمين كل مايلزم لمواجهة مرض فيروس "كورونا" (كوفيد 19) وأملنا أن يتقبل الله صلواتنا لتبقى مخيمات النازحين وتجمعاتهم خارج الفيروس الذي غزا العالم" .

من جهته النازح جمال الخضري الذي اتخذ من مرآب سيارات في الحي الشرقي لبلدة جب جنين في البقاع الغربي ملجأ لتمضية فترة النزوح قال لـ (شينخوا) لا يسعنا في هذا العيد سوى التضرع إلى الله ليبعد مرض "كورونا" عن المجتمع النازح .

أما زوجته سميحة والتي كانت تزرع شتول الطماطم والخس والباذنجان، أشارت لـ (شينخوا) إلى أن المناسبة هذا العام ليست للفرح بل للدعاء والتضرع الى الله ليحمي الجميع من "كورونا".

وأضافت "همنا في هذا العيد يبقى العمل للتخلص من شعور القلق و الضياع وفقدان الأمل في ظل ظروف العوز والمرض المتربص على مسافات قريبة".

من جهتها النازحة من ريف دمشق إلى مخيم قب الياس هند عبد الغني قالت لـ (شينخوا) كيف نفرح والفقر يحيط بنا والحشرات السامة تهاجمنا والمرض يهددنا والحرب في بلدنا لم تنته بعد".

أما النازح من ريف دمشق إلى مخيم عزة في البقاع الغربي إحسان الجاروشي الذي كان منهمكا في تأمين الأعشاب البرية كعلف لثلاث عنزات يعتاش من حليبهم فقال لـ (شينخوا) "مع تحسن الأوضاع الأمنية في سوريا وانتصار النظام في مختلف الجبهات كنت أظن أن هذا العيد سيكون الأفضل،لكن لم تسر الأمور كما نرغب،هجمة كورونا القاسية بددت آمالنا" .

وأضاف "لقد تحولت فرحة العيد إلى غصة، لكن الحياة تمضي وعلينا أن نكون أقوى من كل الظروف الصعبة".

من جهتها النازحة من جسر الشغور إلى مخيم سحمر دلال أبو قانصو أرادت أن تتحدى الظروف القاسية في هذا العيد فحملت وعاء صغير من القش به حلويات العيد التي صنعتها بأيديها وطافت بها على العديد من الخيم للمعايدة .

وقالت دلال لـ (شينخوا) " لن نستسلم لليأس مهما قست الظروف ،وعلينا في هذا العيد أن نتسلح بالبسمة والفرحة لنرفع من مناعتنا ضد مرض فيروس "كورونا" وهذه المناعة ستبقى السلاح الأقوى لمواجهة المرض .

يشار إلى أن عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ حوالي مليون و300 الف نسمة يعيش معظمهم في أكثر من الف و400 مخيم عشوائي موزعة على مختلف المناطق اللبنانية.

0