بيروت 26 فبراير 2020 (شينخوا) أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون مساء اليوم (الأربعاء) عن انطلاق أعمال حفر أول بئر نفطي في لبنان يوم غد (الخميس) .

وقال عون في كلمة متلفزة إلى مواطنيه "يوم تاريخي سيشهده لبنان في الغد (الخميس) فهو سيفصل بين ما قبله وما بعده، وسوف يذكره حاضر لبنان ومستقبله، بأنه اليوم الذي دخل فيه وطننا رسميا نادي الدول النفطية والدول الغنية بأحد أهم مصادر الطاقة لاقتصاديات البشرية المعاصرة".

وستبدأ يوم غد أعمال حفر أول بئر للتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الإقليمية اللبنانية في البحر الابيض المتوسط، في الرقعة رقم 4 شمال بيروت.

وكانت الحكومة اللبنانية وقعت في فبراير 2018 مع إئتلاف مؤلف من "توتال" الفرنسية (40 في المئة) و"إيني" الإيطالية (40 في المئة) وشركة "نوفاتيك" الروسية (20 في المئة) اللبنانية إتفاقية التنقيب والإنتاج في الرقعتين البحريتين 4 و9.

وأضاف عون أن "هذا الحدث كان من المفترض أن ينطلق في العام 2013، لكن صعوبات داخلية وسياسية حالت دون ذلك لاسيما الاضطرابات التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط وكانت لها تأثيرات مباشرة عصفت بالبلاد ".

وأكد أن " لبنان يمر بأزمة اقتصادية ومالية هى الأقسى فى تاريخ لبنان المعاصر، غير أن بدء التنقيب ستكون له أهمية بالغة على الصعيد الجيوسياسى وتأكيد حضورنا الفاعل وعناصر قوتنا وثباتنا".

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة غير مسبوقة بفعل تصاعد الدين العام وسط شح في السيولة في العملة الأجنبية وتراجع قيمة العملة الوطنية بأكثر من 40 في المئة وسط انخفاض معدل النمو في العام الماضي إلى ما دون صفر في المئة مما ادى الى ازدياد الفقر والبطالة في البلاد.

وأكد عون "على تحمل مسئولية مواجهة سياسات اقتصادية خاطئة وتراكمات متلاحقة ومتعددة، ووضع حد لها بهدف وقف المسار الانحدارى الذى أوصلنا منذ عقود الى ما نحن عليه".

ورأى أن "هذا الحدث سيشكل حجر الأساس للصعود من الهاوية ومحطة جذرية لتحول اقتصادنا من اقتصاد ريعي نفعي إلى اقتصاد منتج يساهم فيه الجميع ويفيد منه الجميع".

وشدد على إن الثروة النفطية والغازية هي لجميع اللبنانيين ، وعائداتها ثروة سيادية لا تفريط فيها ولا طريق فساد إليها، ولا هيمنة لفريق عليها، ولا وضع يد لأحدهم عليها".

ويشهد لبنان، منذ 17 أكتوبر الماضي احتجاجات متواصلة كانت أفضت الى استقالة حكومة سعد الحريري وتطالب بحكومة مستقلين قادرة على الاصلاح ومكافحة الفساد ومعالجة الوضع الاقتصادي المتأزم.

وقال عون "كما دافعنا وندافع عن حقنا المشروع في كل شبر من ترابنا الغالي، سندافع بالشراسة عينها عن حقنا في كل نقطة مياه من مياهنا الإقليمية، التي تحمل ثروات نفطنا وغازنا".

ويخوض لبنان نزاعا مع إسرائيل على منطقة حدودية في البحر المتوسط، تبلغ نحو 860 كيلومترا مربعا في الرقعة رقم 9 الغنية بالنفط والغاز.

وكان رئيس قسم الشرق الأوسط للاستكشاف والإنتاج في شركة "توتال" ستيفان ميشيل أعلن اليوم في تصريحات بعد لقاءات مع المسؤولين أن الشركة ستبدأ غدا عملية حفر أول بئر استكشافية على أعماق كبيرة في لبنان للتنقيب عن النفط والغاز في الرقعة رقم 4 في المياه اللبنانية بأفضل الطرق الممكنة وأكثرها احترافا لضمان سلامة الناس والبيئة.

وبدوره صرح وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر أن "البئر الاستكشافية ستحدد إمكانية وجود الغاز والكميات الممكن توفرها، وأنه بعد 60 يوما من عملية الحفر، من المفترض أن تتكون لدينا فكرة عن الكميات المتوفرة، وبعد فترة شهر تتم دراسة العينات المستخرجة".

ويقدر إجمالي حجم الاحتياطيات البحرية اللبنانية من النفط عند 865 مليون برميل ومن الغاز عند 96 تريليون قدم مكعبة.